حكاية معاذ أصغر المقاتلين الليبيين في «داعش»

«سأتوجه إلى العراق للانضمام إلى أخوتي في الدولة الإسلامية»، كانت هذه الكلمات هي كل ما قاله معاذ لوالده في مكالمة هاتفية قصيرة قبل أن يغلق الهاتف، حاول الأب الاتصال بالرقم نفسه مرة أخرى لكن دون جدوى.
يقول والد معاذ، في حوار له مع صحيفة «ليبيا هيرالد»: «لقد أخبرني معاذ ليلة الخميس أنه ذاهب إلى عرس أحد أصدقائه، ثم اتصل بي مساء اليوم التالي من تركيا وأخبرني بأنه ذاهب للانضمام إلى (داعش)».
معاذ شاب ليبي يبلغ من العمر 16 عامًا، كان يعيش مع عائلته في مدينة الخمس شرق طرابلس، ويعتقد والده بوجود جماعة محلية في طرابلس ساعدته في الوصول إلى العراق.
أضاف والد معاذ للصحيفة أنه سرعان ما شك في أحد أصدقاء معاذ كان يقضي معه أوقاتًا طويلة في الفترة الأخيرة، وكان من المتشددين في الدين، وأنه عندما تحدث مع هذا الشخص أخبره بأنه وضع معاذ على اتصال مع مجموعة متورطة في إرسال ليبيين إلى سورية والعراق، وأشار الأب إلى أن شقيق هذا الرجل، ويُدعى الأمير حمزة معتاد على الذهاب إلى سورية والعراق وكانت مهمته هي توصيل الشباب الليبيين إلى هذه المناطق.
ويتابع الأب: «إن هذا الرجل نظم مكالمة قصيرة بينه وبين معاذ باستخدام موقع «سكايب» الإلكتروني»، مضيفًا أن معاذ كان مصرًا على قراره وكان كلاهما محبطًا، فقد اختار أن يكون جهاديًا ويلحق بزملائه في الجنة، على حد قول الأب.
وقال أحد سكان مدينة الخمس للصحيفة: «إن معاذ ليس أول ليبي يتجه إلى سورية فقد سبقه شابان بفترة قصيرة».
وأشارت الصحيفة إلى أن وصول الليبيين إلى ما يُسمى الدولة الإسلامية من مدينة الخمس ليس بالمسألة الصعبة، إذ يمكن الوصول إلى سورية خلال 72 ساعة، ولا يوجد أفراد شرطة أو قوات أمنية لإيقاف «المجاهدين»، فضلاً عن وجود مجموعات من المسلحين مخصصة لحماية المجاهدين تقوم بتنظيم وصولهم وتأمينهم.