ظاهرة التوحد والتطعيم التﻻتي الفيروسي

ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1998 ﻡ، ﻇﻬﺮﺕ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺮﺟﺢ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ
ﻭﺗﻄﻌﻴﻢ MMR ‏( ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺳﻲ‏) ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻼ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﻔﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ MMR ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﺪ، ﻭﻗﺪ
ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ
ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺟﺮﻋﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ
ﻃﺒﻴﺎً ﺍﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﺮ
ﺍﻟﺴﻨﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺜﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻟﻠﺘﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺘﻴﻦ ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ
ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﻁ !!
ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﺧﺮﻯ، ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﺗﻄﻌﻴﻢ MMR ﻳﺤﻮﻱ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﺣﺎﻓﻈﺔ
ﻛﺎﻟﺜﺎﻳﻮﻣﻴﺮﺍﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﺰﺋﺒﻖ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻔﺎﻩ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺄﺳﻢ ‏( CDC ‏) ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻣﺎﻥ ﻣﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺜﺎﻳﻮﻣﻴﺮﺍﺳﻮﻝ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺄﻣﺮﺍﺽ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﺴﺒﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ .
ﻭﻳﻌﺪ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ MMR ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻨﻜﺎﻑ
ﻭﺍﻟﺤﺼﺒﺔ ﻭﺍﻟﺤﺼﺒﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻋﺎﻓﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ
ﻛﺎﻟﺤﻤﻰ ﺍﻟﺸﻮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﻌﺪﻡ ﺗﻄﻌﻴﻢ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﺒﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ
ﺗﺸﻮﻫﺎﺕ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﻨﻴﻦ .
ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺩﻭﺍﺀ ﺃﻭ ﺗﻄﻌﻴﻢ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻭﻣﻀﺎﻋﻔﻔﺎﺕ، ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﺘﻄﻌﻴﻢ MMR ﻓﺄﺷﻬﺮﻫﺎ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻓﺎﻟﻄﻔﺢ ﺍﻟﺠﻠﺪﻱ، ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻛﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺤﺴﺲ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻓﻬﻲ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﺗﺤﺪﺙ ﻟﺪﻯ ﺷﺨﺺ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ ﺗﻢ ﺗﻄﻌﻴﻤﻪ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ
ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺿﺮﺭ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻭﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ،
ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭ
ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ، ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻷﺭﺟﺢ