ما الذي أزعجك يا قولون ؟

القولون أو الأمعاء الغليظة هو أحد أجزاء الجهاز الهضمي الممتد من نهاية الأمعاء الدقيقة وحتى المستقيم ، وللقولون وظيفة مهمة في حفظ ما تبقى من الطعام لفترات قد تصل إلى أيام ، ومن خلاله يتم امتصاص الماء والأملاح وما يتبقى يكون على شكل براز يدفعه الجسم إلى خارج الجسم أثناء عملية التغوط، وتحيط بالقولون عضلات طوليه ومستعرضة تنقبض لتحريك محتويات القولون إلى اتجاه المستقيم.

ولسبب غير معروف قد تضطرب حركة الأمعاء الغليظة مسببة مجموعة من الأعراض وهذا الاضطراب يسمى متلازمة القولون العصبي أو متلازمة القولون المضطرب ، فإما أن تكون حركة الأمعاء عشوائية وسريعة جدا وعندها يكون البراز مائي مثل الإسهال ، وذلك لأن الطعام لم يأخذ وقته الكافي حتى يتم امتصاص الماء منه، أو تكون حركتها بطيئة جدا فيحدث عندها الإمساك ، حيث يكون الطعام قد اخذ وقتا طويلا في القولون مما جعل امتصاص الماء كثيرا فيصبح البراز صلبا ولا يخرج إلا بصعوبة أثناء التغوط ، كما يصاحب هذا الاضطراب في الحركة وجود انتفاخ والآم في البطن. ومما يثير هذا الاضطراب ، بعض الأطعمة وتغير الحالة النفسية ،

وتعتبر متلازمة القولون العصبي من الأمراض الشائعة في المجتمع ، وكما تشير الإحصاءات أن 10% إلى 02% من الأشخاص البالغين الأصحاء بين عمر 30 – 50 سنة مصابون بهذا المرض ، وأغلب هولاء المصابين من النساء.

ولحسن الحظ لا يعتبر هذا المرض خطيراً، فالأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، ولكنه يعتبر مرضاً مزمناً ومتردداً.. أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طوال حياته، وتتردد الأعراض فتزداد في فترات معينة، وتخف في فترات أخرى، أو تزول لفترة معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد.

لا يوجد فحص مختص كتحاليل للدم أو منظار الجهاز الهضمي لتشخيص متلازمة القولون العصبي، ولهذا يعتمد الطبيب على وجود مجموعة من الأعراض التي تأكد التشخيص وهي كالتالي:
- الآم مزمنة في البطن، وأكثر ما تكون في أسفل البطن.
- انتفاخ في البطن، وخاصة بعد الوجبات
- اضطراب في عملية التبرز وتتقلب الحالة عند معظم المرضى بين الإمساك والإسهال، فأحيانا يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة، وأحيانا يكون البراز سائلا يشبه الإسهال.
- شعور بعدم الارتياح بعد الخروج من الحمام ، حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من بطنه
- خروج مخاط أبيض مع البراز

ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، فقد يعاني المريض من أعراض أخرى ومنها : الشعور بالإرهاق والتعب العام ، الآم في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر ، الآم أثناء الجماع، الآم شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها . وعند وجود هذه الأعراض قد يقوم الطبيب ببعض الفحوصات للتأكد من عدم وجود مرضاً أخراً.

ولكن هنالك أعراض ليس لها علاقة بمتلازمات القولون العصبي ووجودها يستدعي مراجعة الطبيب فوراً وهي:
- نقص سريع في الوزن
- ارتفاع درجة الحرارة
- خروج دم أحمر مع البراز أو البول
- تغير لون البراز إلى أسود كالفحم
- إسهال متواصل ، حتى أثناء الليل
- الآم متواصلة في البطن حتى أثناء النوم

ما هو العلاج ؟
لا يوجد علاج يقطع هذا المرض ويشفي منه ، ولكن يمكن التحكم في الأعراض عن طريق بعض الأدوية ولكل نوع من الأعراض ما يناسبه من الأدوية ، فالإمساك وصعوبة التبرز : يستعمل له الملينات التي تزيد نسبة الألياف داخل القولون وتجعل البراز متماسكا ، وتسهل خروجه عند قضاء الحاجة ، وآلام البطن : يستعمل لها الأدوية التي تهدئ من تقلصات الأمعاء ، وانتفاخ البطن والغازات تعالج بالكربون أو الملينات ، وكذلك تجنب الوجبات الدسمة قد يساعد على تخفيف هذه المشكلة ، وأما الإسهال فيستعمل له مضاد الإسهال عند الضرورة.
ولا يوجد حمية خاصة لمريض القولون العصبي بل يجب تجنب ما يثيره من الأطعمة وينصح المريض بشكل عام بالإكثار من السوائل والمأكولات الخضراء الغنية بالألياف.

بارك الله فيك وجزاك الله خير